قالت مصادر دبلوماسية يمنية رفيعة، يوم الأربعاء، إن الأمريكان منزعجون جداً من تحرير مدينة "عدن" من قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق "علي عبدالله صالح".
وأشارت المصادر، -التي فضلت عدم كشف هوياتها-، إلى أن الأمر تجاوز مجرد الانزعاج، ووصل حد أن يبلغ سفير واشنطن بصنعاء "ماثيو تولر" الحكومة الشرعية في الرياض أنه يجب الاكتفاء بتحرير عدن، دون غيرها من المدن التي تخضع لسيطرة الحوثيين وحلفائهم، والتي يجب التفاوض السياسي على إخراج مسلحي الحوثي و"صالح" منها، -بحسب ما نقله "يمن مونيتور"، عن المصادر-.
وأضافت، "أن الأمريكان يعملون مع الاتحاد الاوروبي على البحث عن صيغة تضمن أن يبقى للحوثيين دور فاعل في السلطة في المرحلة القادمة بعد عودة السلطة الشرعية المتمثلة في الرئيس "هادي" وحكومة "بحاح".
وترى المصادر أن هذا الحرص الأمريكي الأوروبي على بقاء الحركة الحوثية قوية هو بغرض أن تظل شوكة في خاصرة السعودية، وتتمكن واشنطن من استخدامها كورقة ضغط على المملكة" في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مع إيران، غير أن المصادر نوهت إلى "وجود تحفظ فرنسي وبريطاني على مثل هذه المواقف".
المصادر ذاتها لفتت إلى "أن السفير الأمريكي لدى صنعاء كان قد أبلغ الحكومة اليمنية، قبل أسبوعين، رغبة بلاده في إعادة فتح سفارتها في صنعاء في هذه الفترة، وهو ما رفضته الحكومة واعتبرته "رسالة سلبية"، حسب المصادر.
وتابعت، "الأمريكان يبدون انزعاجهم صراحة من استمرار دور التحالف العربي في اليمن واستمرار ضرباته ضد المتمردين الحوثيين"، مبررين ذلك بأن الأولوية يجب أن تكون لمواجهة تنظيم "القاعدة" في البلاد".
وعلى الرغم من اتهام الحوثيين لأمريكا بالوقوف مع السعودية في التحالف العربي الذي يخوض حرباً ضدهم، إلا أن وسائل إعلامية تحدثت عن تقارب بين الحوثيين والأمريكان، ظهر منه إلى العلن لقاء في العاصمة العُمانية "مسقط" جمع ممثلين عن الطرفين، الأسابيع الماضية، وكذلك الضغوط الكبيرة التي مارسها السفير الأمريكي بصنعاء ماثيو تيلر على الوفد الحكومي اليمني في مشاورات جنيف خلال شهر يونيو الماضي، للقبول بوقف الحرب والعودة للمفاوضات دون شروط مسبقة، وبعيداً عن تنفيذ القرار الأممي ٢٢١٦.
ومن الواضح أن الحوثيين يسوّقون أنفسهم عالمياً بمحاربتهم للقاعدة، وهو الملف الأول على طاولة العلاقات الأمريكية مع أي طرف آخر.
وكانت ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين، أعلنت مطلع فبراير من العام الماضي، بعد أقل من شهرين من سيطرة مسلحيها على العاصمة صنعاء، ما أسمته "الإعلان الدستوري"، قضى بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية"، وهو ما يصفه الرئيس "عبدربه منصور هادي" وحكومته ودول التحالف العربي بـ"الإنقلاب على الشرعية، التي يخوض التحالف حرباً لاستعادتها بطلب من الرئيس والحكومة".
متابعتنا على فيس بوك
|
متابعتنا على تويتر
Follow @alhadathalarbee |
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق