محلية

الارهاب في اليمن بين الماضي والحاضر ـ خطير


  #اليمن #عدن #الإرهاب

مع استمرار العمليات القتالية في اليمن بين القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين وأتباع الرئيس السابق صالح وجدت العناصر الإرهابية بيئة ملائمة للتوسع والانتشار.

وبعد أن كانت العناصر الإرهابية مجاميع مطاردة في الصحاري والجبال باتت اليوم قوة على الأرض تحكم وتتحكم في أجزاء واسعة من البلاد.

حتى بداية الحرب في اليمن كانت عناصر "القاعدة" هي الأكثر حضورا في المناظق النائية خصوصا مناطق القبائل حيث يسهل التأثير على المجتمع بالخطاب الديني وكانت لهذا التنظيم الإرهابي جيوب في بعض المدن، في حين إن "داعش" لم يكن يحظى بوجود لافت باستثناء بعض المتعاطفين في محافظتي لحج وإب، لكن داعش أضحى اليوم الأكثر حضورا وفاعلية، في حين إن "القاعدة" باتت تحكم أجزاء واسعة من حضرموت كما تتحكم في أجزاء أخرى في أبين وشبوة ولها حضور معروف في عدن ولحج وتعز والبيضاء وإب.

الانشغال بالمواجهات الدائرة بين قوات التحالف الداعمة للرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين وقوات الرئيس السابق جعلت الجماعات الإرهابية خارج استحقاقات المعركة فهذه الجماعات تحكم ساحل حضرموت وتتحرك بحرية في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وتوزع المنشورات وتقيم المحاضرات الدينية للسكان في أكبر مساجد المدينة، وبدأت بالاندماج باعتبرها قوة سياسية وأمنية حاكمة تحت مسمى أبناء أبين على غرار ما حدث في حضرموت حيث أفضى اتفاق مع زعماء قبليين على  المشاركة في حكم ساحل المحافظة بعد أن تغير عناصر القاعدة اسمها غلى أبناء حضرموت

وبعد طرد الحوثيين وقوات صالح من عدن ولحج اكتشفت قوات التحالف حجم قوة ونفوذ الجماعات الدينية بمختلف توجهاتها ومن بينها عناصر القاعدة إذ تبين أن هذه الجماعات هي الأقوى والأكثر حضورا ولهذا غيرت من خططها العسكرية للتقدم نحو تعز وذهبت نحو إرسال آلاف الجنود لتأمين عدن وأوقفت خطط الدعم عن الفصائل المسلحة في تعز وبدأت بتدريب المئات من المنضمين إلى صفوف القوات الحكومية والذين ستوكل لهم مهمة إعادة تعز إلى السلطة الشرعية خشية تكرار ماحدث في عدن.

وحين انضمت اليمن إلى التحالف الدولي المناهض للإرهاب والذي شكلته الولايات المتحدة عقب أحداث الـ11 من سبتمبر زادت قوة تنظيم القاعدة وزاد الاستغلال السياسي لملف الاٍرهاب وتمكنت اليمن عبر ذلك من الحصول على مساعدات عسكرية وأمنية واقتصادية كبيرة ودعم سياسي 

وتواصل التلاعب بهذا الملف مع دخول الطائرات الأمريكية بدون طيار ساحة المواجهة وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتوج بتسليم القاعدة محافظة أبين في منتصف العام 2011 اثناء الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد.

الآن ومع دخول أطراف إقليمية ساحة الحرب والصراع في اليمن فإن ملف الاٍرهاب هو أكثر الملفات عرضة للتلاعب حيث تعمل أطراف محلية وإقليمية على تصفية حساباتها عبر هذا الملف إما بتسهيل سيطرة الإرهابين على أكثر من منظقة في اليمن وإغراق الخصوم في مستنقع حرب اليمن أو من خلال التقليل من قوة الجماعات الإرهابية والسماح بتوغلها داخل بنية المجتمع والدولة ومن ثم تصبح جزءا من تركيبة الحكم يصعب بعد ذلك القضاء عليه.

عن الكاتب :

إدارة الموقع
الموضوع السابق : إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي : إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق